الثلاثاء، 8 أبريل 2008

الاستاذ غسان العطية تحية ..ولكن..


الدكتور غسان العطية اكاديمي ومحلل سياسي معروف ودائم الحضور على شاشات الفضائيات العربية والعراقية وهو بالتالي ضيف شبه دائم في بيوت العراقيين والعرب كما انه يدير مركزا للبحوث الاستراتيجية مما يجعله مستشارا بامتياز لمن يبغي الاستشارة وهو مع تعدد مناصبه ومهامه يستحق ان يكون مفخرة لكل عراقي يعتز بعراقيته وعربي يفتخر بعروبته بل هو وامثاله ارصدة موثوقة للموروث الحضاري الانساني …ولكن…
المثل يقول المستشار مؤتمن وهذا يعني فيما يعنيه ان الامانة العلمية وابداء المشورة يقتضي ان يبدي الرأي غير مشوب بتاثير ذاتي او موضوعي ,كما ان عليه ان يراجع اراءه بشكل دائم ويقومها لان الباحث والاستشاري ليس معصوما وليست اراءه مصيبة في مطلق الاحيان بل هو ككل البشر يخطئ ويصيب ولكنه يمتاز عن باقي البشر بحمله لامانة البحث العلمي التي تفرض عليه التزاما قد لا تفرضه على سواه وبالتالي فالعقل والخبرة المتراكمة هما من يحتكم اليهما في التقويم اضافة الى مصادر المعلومات المتنوعة والموثوقة.
اقول قولي هذا لاني سمعت من استاذي الفاضل اراءا تزامنت مع احداث البصرة المؤسفة الاخيرة خلط فيها خلطا غير متجانس بين الاحزاب والتيارات الشيعية في البصرة واتهمها جميعا بتلقي المساعدات من ايران بقوله ما مؤداه ( ليس الصدريون فقط من لديهم ميليشيات او ارتباط بايران بل جميع الحركات السياسية في البصرة لديهم ارتباط بايران كالمجلس والدعوة والفضيلة .. الخ).
وفي اشارة منفصلة في لقاء اخر يتهم الاستاذ العطية جميع الكيانات السياسية السالفة الذكر وقياداتها بتزعم عصابات للارتشاء وسرقة المال العام وتهريب النفط.
ببساطة فان آراء الاستاذ العطية تعني انه لا توجد حركة او كيان سياسي شيعي لا يرتبط بايران وهذا استقراء للحكم الموضوعي الذي عممه السيد حسني مبارك حين اطلق حكمه التاريخي الشهير بان لا ولاء للشيعة الا لايران !!
وهي تعني انه لا يوجد كيان سياسي شيعي ليس له ميليشيا او تنظيم مسلح خارج سلطة الدولة !!
كما انها تعني فيما تعنيه ان الكيانات السياسية الشيعية جميعا بلا استثناء فاسدة ولا تصلح لنيل ثقة المواطن !!
واخيرا وليس آخرا فهي حكم بان جميع القادة السياسيون الاسلاميون الشيعة والذين هم بالضرورة منتمون لتلك الاحزاب اما فاسدون او شياطين خرس !!
فهل هذه (للامانة العلمية والتاريخية ) هي الحقيقة ؟؟ وهل يطمئن و يرتاح ضمير الباحث العلمي الامين لكل تلك التضمينات ؟؟ بل هل تخلوا تلك الاراء من الدوافع الشخصية ؟؟
وهنا لا اتكلم من وجهة نظر المدافع عن تلك الاحزاب (فالله اعلم بخباياها) ولكني اتكلم من وجهة نظر المواطن العادي الذي يسمع كلام الاستاذ العطية وهو يفترض فيه الموثوقية العلمية والامانة التاريخية يوحي اليه بكل ما تقدم فاي امل يبقى لهذا الغلبان البسيط وهو يعود الى داره مكدودا حالما بغد افضل له ولعياله؟
اقول لست ادافع عن الاحزاب والكيانات السياسية ولكني ادافع عن امل الناس وحلمهم بالخلاص وآمل ان يضيف السادة الباحثون والمحللون الى صفاتهم العلمية تقوى الله الذي امرنا ان لا نحتكم الا للدليل المادي .
قد يكون الانسان حينا او المؤسسة احيانا اخرى بحكم عملهم او تصديهم للمهام الاجتماعية مظنة للتهمة لكن ذلك لا يعطينا الحق في القطع بصدق التهمة الا بعد التثبت وقد عبر القران الكريم عن ذلك بعبارات مختلفة ((فتبينوا,فاشهدوا.فاستشهدوا,…الخ)) والقاعدة القانونية تقضي بان المتهم برئ حتى تثبت ادانته بل الاولى هو حسن الظن مالم يتوفر الدليل على العكس وهنا استحضر قولا للامام علي (ع) وقد قال له احد الناس بعد ان رآه يتصدق على متسول ( ياامير المؤمنين الا تخشى كذبه؟) فقال (ع) (افلا اخشى صدقه؟).
أين ستذهب الامانة العلمية والتاريخية وتقوى الله لو كانت الاتهامات التي تناقلتها الفضائيات وبسطاء الناس للاحزاب العراقية جميعا كيدية وغير حقيقية ؟ والا فالامانة تقتضي كشف الوثائق والادلة امام القضاء ليأخذ كل ذي حق حقه.
اقول قولي هذا لا لشئ الا لكي يبقى غسان العطية وزملاؤه نزلاء في قلب كل عراقي وضيوفا مكرمين في بيت كل عراقي وقبل ذلك وبعده لكي يبقوا احياءا في الذاكرة الحضارية العراقية.
بغداد