الثلاثاء، 10 يونيو 2008

تهريب النفط العراقي..حقيقة ام خيال.. ملاحظات هامشية


أود بادئ ذي بدئ أن اشكر جميع الاخوة الذين راسلوني وأعلموني بمتابعتهم لهذه المقالات مبدين ملاحظاتهم على بعض جوانبها او راغبين تضمينها بعض المقترحات الاخرى واستميح الجميع عذرا فيما سأقول وأرجو أن يتحملوا مني بعض ما يتحملونه من سمو أمير المكاميع ولاني شخصيا لا أقرأ مقالا يزيد عن صفحة ونصف لذا سأقصر مقالتي هذه على ابداء بعض الملاحظات آملا أن اتابع المقالات المتسلسلة في وقت قريب لاحقا باذن الله.
هناك لقطات تعرضها قناة الحرة كترويج لبعض يرامجها يظهر فيها احد احباءنا العراقيين والذي يبدو انه موظف اتعبته الخدمة في دوائر الدولة وهو يقترح ما يلي (( على رئيس الوزراء أن يتابع وزرائه وزير وزير )) وبالرغم من انها عرضت مئات المرات الا انني لازلت اضحك من هذه الملاحظة حتى الان وكاني اسمعها للمرة الاولى .
طيب ومسكين هذا العراقي فهو يندك بواقعه المعاش حتى لا يرى مناصا من قياس كل احداث ووقائع الحياة قياسا متطابقا مع حياته وواقعه.
اقول قولي هذا لان ملاحظات بعض الاخوة الكرام اوحت لي باني لم اكتب شيئا في الحقيقة أو أنهم لم يقرؤا شيئا وفي واقع الحال فأني عانيت جهدا كبيرا في تبسيط فحوى المقالات كي اوصل الفكرة الى طلاب الصف الثالث المتوسط والذين هم على اعتاب مرحلة النضج العقلي لانهم أول لبنة في بناء مجتمعنا الحديث.
ولاني تجنبت الكتابة باسلوب الاستاذ (باقر محمد ) فقد اشترطت ضمنا ومسبقا في قراءة المقالات ما يلي:
1. ان لا يتوقع مني القارئ الكريم اجابة مباشرة عن سؤال (هل هناك تهريب للنفط؟) لكني سأعرض له من الحقائق ما يمكنه من أستنتاج الاجابة بنفسه .
2. اني اتحدث تحديدا عن دعوى تهريب النفط الخام لا عن تهريب المشتقات النفطية وقد بينت السبب في المقال الاول فارجو مراجعته .
3. اني انما اخترت دعوى تهريب النفط الخام لانها دعوى استغلت سياسيا ولم يكن الهدف منها مكافحة الفساد المالي والاداري (بفرض وجود التهريب أصلا ) كما بينت في المقال الثالث.
4. سبق وان قلت بشكل واضح أن من يقول بوجود تهريب للنفط يجب ان يكون شاهد عيان لاننا لا نمتلك من الوسائل التقنية ما يمكننا من اكتشاف ذلك وشاهد العيان في العراق هو الذي شاهد بعينه لا الذي (قالوا له).
احد الاخوة الكرام ذكر ملاحظة مهمة وهي ماذا تقول في ما صرح به رئيس هيئة النزاهة عن التهريب وساكتفي بان اضرب له مثل عن مدى دقة هيئة النزاهة (مع احترامي لها)



فقد نشرت جريدة الصباح في احد اعدادها قبل عامين ونصف تصريحا للسيد رئيس هيئة النزاهة في حينها القاضي راضي الراضي قال فيه (أن عناصر الهيئة قد احتجزوا قرب الموصل خمسة سيارات حوضية محملة بمادة النفط الاسود معدة للتهريب وتبلغ قيمتها ملايين الدولارات ).
ولان لي جار كان يملك معملا للطابوق قبل ان يتوفق للعمل في تجارة السيارات المستوردة من الاردن ولاني اعلم ان افران الطابوق تستعمل النفط الاسود كوقود فقد سألته بكم تشترون النفط الاسود فقال لي ان سعر الطن هو خمسون الف دينار ولكي اتاكد من السعر اكثر قلت له دينار ام دولار فقال (عمي دينار هو الاسود المصافي بس تريد تخلص منه) وهذا من البديهيات لانه مخلفات عملية التصفية للنفط الخام.
تعال معي ايها السائل ندقق بحساب بسيط لنتأكد هل أستغفلنا السيد رئيس هيئة النزاهة (سابقا) بتصريحه للصباح أم لا ؟
السيارة الحوضية تحمل بالمتوسط (36000) لتر فاذا كان وزن اللتر الواحد كيلوغراما واحدا والطن يساوي الف كيلوغرام فبالقسمة على الف نستخرج ان ماتحمله الحوضية تقريبا ستة وثلاثون طنا .
اذن حمولة جميع الحوضيات الخمسة تساوي 36x5=180 طن
فيكون سعر النفط الاسود الذي تحمله تلكم الحوضيات يساوي حاصل ضرب 180 في 50000 ويساوي تسعة ملايين
دينار عراقي ولان سعر الدولار انذاك كان يساوي 1500 دينار فان سعر الحمولة بالدولار يساوي ستة الاف دولار عدا ونقدا .
طبعا لا يفهم من هذا اني أؤيد تهريب حتى ستة الاف دولار بل اتساءل ما هو الهدف من تدويخ العراقي بسبب وبدون سبب وترسيخ فكرة انه مستلب الارادة وان ثرواته واموال بلده تنهب وهو عاجز عن حمايتها وحكومته لا تأبه لها؟
اخي القارئ الكريم ان الهدف من كتابة هذه السلسلة من المقالات ليس مكافحة الفساد الاداري والمالي لان هذا الفساد اكبر من جهد شخص واحد او مجموعة اشخاص بل هو جهد الدولة مجتمعة ولكن الهدف هو قدح زناد العقل العراقي كي يفكر فيما يقال له ولا يسمح باستغفاله بعد ان كلسته المناهج الثقافية والطروحات الحزبية والتحليلات السياسية التي يستيقظ وياكل وينام على انغامها.
هي دعوة لكل عراقي لان يقول كفاكم استغفالا اما ان تبنوا وتعمروا العراق وتحموا ثرواته او ان تغادروا غير مأسوف عليكم دون ان تصدعوا رؤوسنا بالدعاوى الفارغة.
مع شكري واعتذاري لكل الاخوة الذين راسلوني واحترامي لاراءاهم القيمة ولنا معكم لقاء قريب ان شاء الله